خبابير – متابعات –
تعد العادات الصباحية الجيدة جزءاً أساسياً من الرعاية الذاتية؛ إذ إنَّها تؤثر في كل شيء بدءاً من مستوى طاقتك وإنتاجيتك وانتهاءً بحالة بشرتك. لكن من السهل الوقوع في عادات غير صحية حتى دون أن ندرك ذلك، وخاصةً بسبب ظروف الجائحة؛ حيث إنَّنا نتعامل جميعاً مع مشكلات أكبر من المُعتاد، ولم تَعُد تنفع عاداتنا السابقة للتعامل معها.
المسار الصحيح
المحتويات
لحسن الحظ، فإنَّه من السهل العودة إلى المسار الصحيح، وكنَّا قد سألنا الخبراء عن أكثر العادات الصباحية الخاطئة شيوعاً؛ حيث قدَّموا لنا حلولاً بسيطة لتجنبها واستبدالها بعادات صحية.
1. العودة إلى النوم بعد بضع دقائق من الاستيقاظ:
طبعاً هذا ليس خطأك، فقد أشارت الأبحاث المتزايدة إلى أنَّ مواعيد العمل ومواعيد الذهاب إلى المدرسة تبدأ في أوقات مبكرة جداً، وتحرم بذلك ملايين الأطفال والبالغين من ساعات النوم التي تحتاج إليها أدمغتهم وأجسادهم.
الدقائق الإضافية التي تنام فيها
يقول” نيكيت سونبال” (Niket Sonpal)، الطبيب وعضو هيئة التدريس في “كلية تورو” (Touro) للطب في “مدينة نيويورك” (New York): “هذه العادة مغرية جداً، لكنَّها في الواقع لا تنفع”؛ والسبب في ذلك، أنَّ الدقائق الإضافية التي تنام فيها بعد الضغط على زر الغفوة ليست مفيدة في الواقع وإن كانت تشعرك باللذة في وقتها.
حركة العين السريعة
علاوة على ذلك، فإنَّ هذه العادة قد تتسبب باضطراب الفترات الأطول من نوم حركة العين السريعة، والتي غالباً ما تحدث في الصباح الباكر؛ حيث قد رُبِطَت الانقطاعات المتكررة لدورة النوم الطبيعية بمجموعة من التأثيرات النفسية مثل المشكلات الإدراكية أو الاكتئاب، والعضوية مثل مشكلات التمثيل الغذائي.
النوم لبضع دقائق
يقول “سونبال”: “إذا كنت تريد النوم لبضع دقائق إضافية في الصباح، فإنَّه من الأفضل ضبط المنبه لـ 15 دقيقة إضافية، والاستيقاظ في اللحظة التي يرن فيها المنبه، وإن كنت لا تستيقظ إلا بضبط نغمة صاخبة فلا بأس بذلك”.
. تفقُّد الهاتف الجوال فور استيقاظك:
تقول طبيبة الرعاية في مجموعة “جامعة راش الطبية” (Rush University) “نعومي باريلا” (Naomi Parrella): “إحدى أكبر الأخطاء التي يرتكبها معظم الأشخاص في الصباح، هي تصفحهم هواتفهم بمجرد استيقاظهم”.
تقول “باريلا” إنَّه إذا كان أول شيء تفعله في الصباح هو تفقُّد بريدك الإلكتروني أو تصفح مواقع التواصل الاجتماعي، فإنَّك تسمح لأشياء خارجة عن سيطرتك بمصادرة قدرتك على التحكم في مشاعرك وأفكارك؛ حيث إنَّك بذلك تتلقى معلومات يصنعها شخص آخر، يقرر وبشكل فعَّال نوعية الأفكار التي تدور في دماغك، وبسبب هذه العادة، تُعبِّر “باريلا” عن قلقها من أن يصبح الناس مدمنين تقريباً على هذه اللعبة التكنولوجية التي لا تنتهي؛ لذا، يجب أن تكون صارماً وتضع حدوداً واضحة بشأن استخدامك لهاتفك.
صحيح أنَّك مضطر إلى استخدامه مباشرةً في الصباح، كونك تستخدمه كمنبه، لكن من الخطأ الكبير استخدامه فور استيقاظك للتواصل مع العالم الخارجي، ويمكنك استبدال هذه العادة بأخرى نافعة؛ إذ إنَّه من المفيد أخذ بعض الأنفاس العميقة عند الاستيقاظ، وممارسة بعض تمرينات الاستطالة، وشرب بعض الماء.
3. تناول فطور مليء بالسكريات:
تقول “باريلا”: “إنَّ السُّكر والأطعمة التي تخضع لمراحل عدة من المعالجة الصناعية، والتي نتناولها على وجبة الفطور، تسبب تحولاً هرمونياً في الجسم، وعندما نتناولها فإنَّنا نتعرض لمشكلات مثل الشعور المفاجئ بالجوع، وتقلُّب المزاج، وأحياناً الانخفاض الحاد في مستوى السكر في الدم”.
وفقاً لـ “جمعية القلب الأمريكية” (the American Heart Association)، يستهلك الأمريكي في المتوسط حوالي 77 غراماً من السكر يومياً، وهي ثلاثة أضعاف الكمية الموصى بها للنساء، مع العلم بأنَّ الكمية الموصى بها للرجال أعلى بقليل.
وجبة الإفطار
ويحذِّر الخبراء من أنَّ وجبة الإفطار هي أكثر الوجبات التي تسبب مشكلات صحية، بسبب ما يتخللها من زيادة في السُّكر من خلال شرب الشاي المُحلى أو القهوة والعصائر والزبادي والحبوب وغيرها.
استبعاد السُّكر
عندما نتحدث عن السُّكر أكثر من اللازم، فإنَّ ما نستند إليه هو إرشادات الصحة العامة، أمَّا بالنسبة إلى الطبيبة “باريلا”، فإنَّها لا ترى ضرورة أن تكون الإرشادات نوعاً من الإلزام؛ وإنَّما بقدر ما تستطيع استبعاد السُّكر من وجبة الصباح، فإنَّ ذلك سيكون صحياً أكثر، وقد شجعت على ذلك بقولها: “إذا كنت تريد حقاً أن تبدأ يومك بقوة وصلابة، فسوف يكون مفيداً أن تمتنع عن السكر تماماً، ومع ذلك، ليس ذلك شرطاً ضرورياً”.
ليس السُّكر سيئاً جداً، لكن يجب أن تختار بحكمة متى تتناوله فحسب، أمَّا إذا كنت مُعتاداً على تناول فطور مليء بالسكر، فحاول القيام ببعض النشاط البدني بعد ذلك مباشرةً.
تنصح “باريلا” بالآتي: “يمكنك الذهاب في نزهة قصيرة سيراً على الأقدام، أو القيام ببعض تمرينات اليوغا، لكن ما يهم هو أن تتجنب الجلوس دون حركة بعد تناول السُّكر”.
. عدم غسل الوجه في الصباح:
احدى العادات التي يُحذِّر منها خبراء البشرة، هي عدم غسل الوجه في الصباح بِعَدِّ أنَّك قمت بذلك في اليوم الماضي قبل خلودك للنوم، وهذا ما حذَّرت منه اختصاصية الأمراض الجلدية “ستايسي شيمنتو” (Stacy Chimento)؛ إذ إنَّ هناك احتمالاً بأن تلتقط بشرتنا بعض الأوساخ في الليل، مثل خلايا الجلد الميتة التي تتجمع على غطاء الوسادة، أو الغبار الذي ينتشر في غرفة النوم، وقد أشارت إحدى الدراسات إلى أنَّ الوسائد تحتوي على عدد من الميكروبات يساوي عدد الميكروبات الموجودة على مقاعد المراحيض.
يجب أن نُذكِّر بأنَّ هذه النصيحة مثيرة للجدل قليلاً؛ حيث ينصح بعض الأطباء بعدم غسل الوجه بالمنتجات الطبية مثل الصابون إذا كنت قد فعلت هذا في الليل قبل النوم؛ ذلك لأنَّ تكرار استخدام هذه المنتجات قد يؤدي إلى جفاف البشرة.
يجب أيضاً الاهتمام بدرجة حرارة المياه التي تغسل بها وجهك؛ حيث تقول “شيمنتو”: “على الرغم من أنَّ الكثيرين يغسلون وجوههم بالماء البارد ليشعروا بالنشاط، إلا أنَّه يجب ألَّا تكون المياه باردة جداً؛ وإنَّما يجب استخدام الماء الفاتر، وإضافةً إلى ذلك، يجب ألَّا تُعامَل البشرة بخشونة، سواءً في أثناء غسيل الوجه أم في أثناء القيام بعملية تنظيف البشرة من الجلد الميت”.
أمَّا بالنسبة إلى مستحضرات حماية البشرة من الشمس، فتنصح “شيمنتو” بها على ألَّا يقل مقدار المادة التي تقوم بتطبيقها على وجهك عن ملعقة واحدة، بغضِّ النظر عن نوعها، وكذلك يجب تغطية الرقبة والصدر.
5. تجاهل الصحة النفسية:
يمكن أن يكون الصباح قاسياً ومُتعِباً؛ إذ قد تكون لديك الكثير من الواجبات قبل الانطلاق إلى عملك، وعليك أن تقوم بها جميعها، بدءاً من الذهاب في نزهة قصيرة، مروراً بتجهيز الأطفال ليذهبوا إلى المدرسة، وليس انتهاءً بالمواعيد النهائية التي عليك الإيفاء بها في اللحظات الأخيرة.
لكن لا داعي للقلق؛ إذ حتى لو لم تبدأ نهارك بشكل صحيح، يمكنك لاحقاً أن تصحح الأمور؛ هذا تماماً ما نصح به “سونبال”، وهو أن تحرص على إيجاد بعض الوقت لتهتم بنفسك نفسياً.
قد تكون الاستراتيجيات التي تساعدك على رعاية نفسك بسيطة ولا تحتاج إلى الكثير من الجهد، يقول “سونبال”: “ارفع الستائر واسمح بدخول الضوء الطبيعي، ثم خصِّص بعض الوقت لتسترخي وتتأمل قليلاً، أو لتُدوِّن بعض الأشياء في دفتر الامتنان، أو لتتواصل بطريقة إيجابية مع أحد أفراد أسرتك”.
الشعور بالعافية
لقد قدَّم بحث حديث خطوات موجزة وعملية ويمكن لأيِّ شخص القيام بها لتعزيز الشعور بالعافية، وأشار أيضاً إلى الفوائد المحتملة لبعض الخطوات البسيطة مثل التنفس بعمق لبعض الوقت، أو قضاء بضع دقائق في تذكُّر الصفات الإيجابية لأحد أصدقائك أو أحد أفراد أسرتك، وقد أفاد البحث بأنَّ هذه الممارسات السهلة والسريعة يمكن أن تجعلك على استعداد جيد للمضي قدماً في أثناء يومك، وتدريب عقلك على التفكير بإيجابية مع مرور الوقت.
العادات الصحيحة
يقول “سونبال”: “ليس الجميع أشخاصاً نهاريين، لكن ما دمتَ تتَّبع العادات الصحيحة، فسوف تكون في وضع أفضل”.