الجديد الاخباري – سمير القاسمي
شعور لا يوصف مع وجدان شاذلي عندما كان يداعب كرة القدم مع اقرانه على شاطئ أبين الجميل، يسجل هدفا مقصي وينظر الى البحر، لا أعلم ماذا تعني تلك النظرات التي تذهب به الى عالم بعيد، ربما اوروبا ونجومها يسيطرون على افكاره، بلاتيني الانيق او ربما ماتيوس القائد، من اخذوا افكاره وتلابيب عقله، عاد مرة آخر الى اصدقائه ليواصل اللعب بطريقته الانيقة التي تعلمها من ذلك الملعب الشاطئي حتى وصل الى النجومية!.
شعور لا يوصف مع وجدان
المحتويات
لطالما كان ملعب الحبيشي في عدن ملتقى العشاق ومأوى الجماهير صاحبة الذوق الجميل، في طفولتي كنت اتابع مباريات الديربي العدني عبر قناة عدن، استمتع كثيرا لسماع سالم بن شعيب يغرد على مجريات المباريات، لحظتها كنت احلم بزيارة هذا الملعب العتيق، لكن لم يحالفني الحظ بزيارته إلا بعد ان غادرت النجوم واصبح ملعب الحبيشي مهجو.را كعرين أسد تو.في منذُ سنوات!.
التسعينيات القرن الماضي ووجدان شاذلي
في بداية تسعينيات القرن الماضي كان محمد سعيد سالم يصيح بأعلى صوته، الكرة مع وجدان …وجدان يراوغ….وجدان يرتقي ….وجدان يسدد …كنت معجب جدا بهذا اللاعب الانيق الذي كان يراوغ عشب الملعب.
الغزال وجدان شاذلي
الغزال الذي لم يتركة فرصة للامساك به، كانت الفنيلة التي يرتديها تتزين به، ورغم نحالة جسمه إلا ان عرازته كانت سد منيعا امام المدافعين ، كان يستخدم ذكائه في تجاوز التحصينات الدفاعية، يمزج بين اللعب الانيق والممتع وبين اللعب الجاد والرجولي، كان في تلك الفترة ملهم ابناء بيارق الفيحاء (عيال الهاشمي)، وجدان حقيقي وقلب نابض للكتيبة الخضراء!
مسيرة وحدان شاذلي
لقد تعلم ذلك من خلال مسيرته الطويلة بدأت في حوافي عدن و ازقة الشيخ عثمان، رغم بُعد المسافة من منزله الى ملعب الحبيشي وعدم مقدرته على دفع رسوم المواصلات، إلا أن وجدان الصغير يصر على الذهاب لمتابعة مباريات معشوقته ونجومها الافذاذ متعلقا ( تعبيرة) على احدى سيارات النقل، لا يدخل الملعب إلا بعد أن تمر ربع ساعه من المباراة وخصوصا عندما تفتح بوابات الملعب، يظل واقفا بجانب سور الملعب وكأنه على واقف على نا.را مشتعلة، يدخل الى الملعب يبدأ بالسؤال عن النتيجه ومن سجل وكيف كانت اول ربع ساعة؟ ، ينظر الى الاحمدي ويحلم بأن يكون بجانيه يوماً ما، يشاهد الهرا.ر ويفكر متى يتجاوزه، تمر الايام سريعا ويقف بجانب الاحمدي في منتصف الملعب، شعور لا يوصف لم يحس به إلا وجدان شاذلي!
اقرأ ايضا عن المنتخب الأولمبي اليمني يبدا اول مران له في معسكره الخارجي بالقاهرة
وجدان شاذلي مع نادي وحدة عدن
بعد رحيل نجوم القلعة الخضراء ظل وحيدا وسط مجموعة من الشباب، وضع الشارة البيضاء فوق القميص الاخضر على زند.ه وتحمل العبئ الذي حملته جماهير الوحدة ، ظل سنوات يكافح في ملاعب الوطن من أجل الشعار الذي حلم فيه منذُ طفولته،
وجدان شاذلي مع المنتخب اليمني
وعند ارتدى قميص المنتخب كان يحر.ث الملاعب فدى للعلم وعشقا للوطن، في تصفيات مونديال 94 كان واحد من ابرز اللاعبين في المنتخب اليمني، بقى وجدان كما عرفه الجمهور محاربا جسور حتى اخر يوم في مسيرته الكروية، غادر استاد الحبيشي وغادر اليمن للبحث عن لقمة العيش في بلاد المهجر، هاجر هاربا من معاناة الوطن الذي لم يترك لإبنائه العيش كباقي شعوب العالم، عاد بعد سنوات الاغتراب لخدمة الشباب وأصبح مدير مكتب الشباب والرياضة في محافظة عدن، وجدان شاذلي تحياتنا لك ياغزال اليمن الانيق ونعدك ان لن ننساك ابدا!