الجديد الاخباري – سمير القاسمي
انتهى الانتظار وجاءت البطولة طواعية، انتهى زمن الحرمان وذاق المحب الذهب، صعد النمر إلى رأس شجرة المجد، وختم عميد الاندية على دوري روشن وقال “انا البطل انا البطل”، صوت صارخ هز كيان المنافسين، وانبعث معه ريح ربيع مدينة جدة التي فقدت شغف الكرة بعد ابتعاد سيدها عن لقب الدوري.
اتحاد جدة
المحتويات
يااااااه من البعد عن الحبيب، يااااه من طول الغياب، يا اتحاديه كم انا سعيد من أجلكم، تحققت أحلامكم وتلاشت كوابيس السنين العجاف!
لقب دوري غائب عنكم منذ 2009 انتزعه فريقكم من بين أنياب المنافسين، انتزعه بمخالب حادة وبقبضة قوية، ووضعه في احشاء المتحف المدجج بالكؤوس والدروع والدروس!
الدوري السعودي
في كتيبة الاتحاد أتى رجل برتغالي يدعى سانتوس حرك المياه الراكدة أسس خارطة عمل في اروقة النادي، رمى كل فشل الماضي وبدأ من لحظة وصوله في تركيب مفاصل البطل، الانضباط والعمل المؤسسي ولا يوجد لاعب فوق الاتحاد، الجميع جنود تحت رأية العميد، ولهم قائد واحد ورجل واحد وسيد واحد هو هذا البرتغالي نونو إسبيريتو سانتو!!
دوري روشن
لم يأتي سانتوس من الفراغ، كان في ولفرهامبتون مدرب يستطع قلع جذور الكفاح من تحت عروق اللاعبين، مدرب هزم جوارديولا في أحد المواسم ذهاباً واياباً، وجعل فريقه في ذات الموسم حصاناً جامح أسود في أقوى دوري بالعالم!
ملامح البطل كانت في شخصية الاتحاد من الموسم الماضي، الأساس موجود أو عمود الفريق ” غروهي حجاز طارق حامد رومارينيو وحمدالله” وباقي الأسماء مجرد أطراف وضعها المدرب لصالح العمود الفقري للفريق، من خلطة ذات تجربة صنع بطل للدوري الإنجليزي!
عميد الكرة السعودية
ومع تلك العوامل يبقى جمهور الاتحاد العامل الأول في كل نجاح، امتزج حب وعشق العميد مع الذائقة الفنية التي تميز بها مجانين الاتحاد،وصدحت أصواتهم بكل مدرجات المملكة من ” يمشي كدا كدا ” إلى “يا ابو ثلاثة” إلى “بالطول والعرض الآتي يهز الأرض” وكان المدرج الاتحادي طوال الموسم عبارة عن مسرح فني متنقل يزيد عن 80 الف في الجوهرة ولا يقل عن 10 الف في بعض المناطق التي يقل بها جمهور العميد!
جمهور اتحاد جدة
انتهى الانتظار وتحقق أول الحلم، وينتظر الجمهور من فريقه تحقيق باقي الأحلام، آسيا وكأس العالم للأندية والكثير من الاستحقاقات القادمة والتي عودنا عميد الاندية السعودية أن يبدع بها ويشرف جمهوره العظيم، لكن قبل كل ذلك عليهم الاحتفال بالدوري، لابد أن يجعلوا الليالي سهر وطرب ورقص وغناء، هيا يا متعة كرة القدم العربية ارقصوا افرحوا من حقكم أن تعيشوا لحظات لا تنسى، مبروك مبروك من كل قلبي، مبروك لكل شخص كان ينتظر هذه الليلة من زمن بعيد، مبروك لكل شخص ذاق مرارة الحرمان وبعد الحبيب عن بطولات الدوري!